بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 28 مارس 2010

بسبب المعاملة السيئة ومخالفة القانون والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.. الإخوان يقدمون بلاغاً ضد إدارة سجن برج العرب


تقدم عبد المنعم عبد المقصود محامى جماعة الإخوان المسلمين ببلاغ للنائب العام ضد إدارة سجن برج العرب، نددوا فيه بالمعاملة التى وصفوها بغير الإنسانية التى يلقاها 68 من قيادات وأعضاء الجماعة فى سجن برج العرب، والتعنت معهم بالمخالفة للقانون والدستور، وتمنعهم من أبسط حقوقهم الإنسانية التى أقرتها المواثيق والشرائع الدولية.

وأوضح المحامون فى بلاغهم رقم 60 لسنة 2010 أن الظروف التى يعيشها عدد من المعتقلين كبار السن على رأسهم سيد نزيلى (73 سنة) مسئول المكتب الإدارى لإخوان الجيزة غير آدمية؛ حيث يتم حشر أكثر من 14 معتقلاً داخل زنزانة ضيقة لا تتعدى مساحتها 9 أمتار مربعة.


وذكر البلاغ ضرورة انتقال أحد أعضاء النيابة العامة بسرعة لمقابلة المعتقلين بالسجن وسماع شكواهم، ومعاينة أحوال السجن على الطبيعة، واتخاذ اللازم بشأن تحسين أوضاع سجن برج العرب، وتوفير الرعاية اللازمة، وكذا التحقيق فى واقعة منع المحامين من زيارة المعتقلين؛ بالرغم من حصولهم على تصريح من إدارة شئون المعتقلين بزيارتهم.


وذكر عبد المنعم عبد المقصود أن الإدارة تتعمد وضع سياسة عقابية بعيدة كل البعد عن الدستور والقانون، معتبرا أن ما يحدث يعد مخالفًا للإعلان العالمى لحقوق الإنسان، ولمواثيق الأمم المتحدة الخاصة بمعاملة السجناء؛ مطالبا الإدارة بتوفير وجبة طعام ذات قيمة غذائية كافية للحفاظ على صحة السجين وقواه، وأن توفر لكل سجين إمكانية الحصول على ماء صالح للشرب كلما احتاج إليه.


وأوضح عبد المقصود أن إدارة سجن برج العرب تضرب بكل النصوص والقوانين عرض الحائط، وتصر على عدم الالتزام بالمعايير الإنسانية التى بدأت السجون المصرية الأخرى فى تطبيقها، وكأنها تعيش فى جزر منعزلة بعيدة عما يحدث من تطورات فى المجال الحقوقى، خاصة فى مجال معاملة السجناء وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم، بما يتوافق مع القوانين والمواثيق الدولية.


وأضاف أن هؤلاء المعتقلين البالغ عددهم 68 معتقلاً تم اعتقالهم بموجب قانون الطوارئ؛ بسبب تعبيرهم عن رأيهم فى قضية تهم كل المسلمين وهى قضية المسجد الأقصى المبارك، الذى يتعرض لعملية تهويد مستمرة من قِبَل الكيان الصهيونى الغاصب، وقد تم عرض هؤلاء المعتقلين على النيابة وتم إخلاء سبيلهم، إلا أنه لم يتم تنفيذ هذه القرارات، وتم اعتقالهم مرة ثانية بالمخالفة لأحكام القانون والدستور.


وأعلن عبد المقصود أن معتقلى الجماعة وصل عددهم إلى 368، بينهم 148 محبوسًا احتياطيًّا على ذمة قضايا، و220 محتجزًا بنصوص قانون الطوارئ، وتم إيداعهم بسبعة سجون عمومية.


وعلى رأس المعتقلين د.محمود عزت نائب المرشد العام، و4 من أعضاء مكتب الإرشاد،

بالإضافة إلى 5 من قيادات الجماعة، يقضون عقوبة السجن تنفيذًا لحكم صادر عن محكمة عسكرية على رأسهم خيرت الشاطر نائب المرشد العام، وحسن مالك، وبذلك يكون عدد المعتقلين زاد فى الأيام العشر الأخيرة فقط 23 معتقلا.
http://www.youm7.com//News.asp?NewsID=206865

الجمعة، 26 مارس 2010

المشروع النووى المصرى


حوار محمد غريب ٢٦/ ١٢/ ٢٠٠٨
كشف الدكتور يسرى أبوشادى، كبير الخبراء فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن وجود خلافات داخل الوكالة، بسبب تضارب تقاريرها التفتيشية مع التقارير الأمريكية،

وأكد فى حواره لـ «المصرى اليوم» أن الملف النووى المصرى الذى يعود إلى الستينيات تتوافر الآن جميع الامكانيات لتنفيذه حتى لو بمساعدة من الخبرات الأجنبية،

وأعلن أن الوكالة لم تتهم سوريا بامتلاك أسلحة نووية، فى حين أن الإدارة الأمريكية تتهمها بذلك، وتحدث عن صعوبة دخول الدول العربية فى سباق التسلح النووى، فى ظل اتفاقية «حظر الانتشار» وقضايا كثيرة أخرى تعرض لها خلال الحوار.

* كيف ترى البرنامج النووى المصرى وما إمكانية استمراره؟

- علاقة مصر بالطاقة النووية قديمة منذ الستينيات عندما أنشأت أول مفاعل للأبحاث بأنشاص، وكان هناك طموح لإنشاء محطة نووية تم اختيار منطقة برج العرب لإنشائها، واتفقت الحكومة المصرية مع شركة أمريكية لتنفيذ المشروع إلا أن حرب ١٩٦٧ حالت دون ذلك وقررت مصر بعد حرب أكتوبر استكمال مشروعها النووى وكان الشرط هو الانضمام لاتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية وتم اختيار موقع سيدى كرير الذى كان مناسبًا جدًا لإقامة المحطة النووية، لكن محافظ الإسكندرية اعترض بسبب قرب الموقع من العجمى والمنطقة السكنية،

مما أدى إلى نقل الموقع إلى مكان آخر هو الضبعة الذى خضع لدراسات على مدار ٢٠ سنة، فأنشأت الحكومة المصرية هيئة الطاقة الذرية التى تولى رئاستها الدكتور على الصعيدى وقام بتكوين مجموعة قوية للدراسات بذلت جهدًا كبيرًا بالتزامن مع اتفاقية «كامب ديفيد»، وعندما طلبت مصر مساعدة أمريكيا فى إنشاء المحطة اشترط الكونجرس موافقة إسرائيل وبعرض الفكرة على الكنيست الإسرائيلى رفضها تمامًا واستمرت مصر فى طرح العطاءات مع الشركات الأوروبية وأعتقد أنهم توصلوا لشىء، ولكن فى ذلك الوقت وقعت حادثة «تشرنوبل»، التى جمدت المشروع لوقت طويل.

* هل كانت هناك خدعة سياسية وراء توقيع مصر على اتفاقية منع الانتشار النووى دون إسرائيل؟

- اللّه أعلم.. لا أريد أن أظلم أحدًا. فقد كان هناك مبرر سهل وعذر جيد وهو حادثة تشرنوبل.

أتذكر فى تلك الفترة أن الحكومة قررت أن

تأخذ مبلغًا ضخمًا من قطاع البترول حوالى ٥٠٠ مليون دولار لبناء المحطات النووية، واستمرت الفكرة لفترة طويلة تجمع خلالها مبلغ كبير سمعت بعدها أنه اختفى فى مشروعات أخرى ولم يعد متوافرًا حاليًا، ومنذ ذلك الوقت ظلت مصر صامتة بخصوص المشروع النووى وتحولت المحطات إلى أعمال إدارية أكثر منها فنية، حتى تركها المتخصصون والعلماء وانتقلوا إلى أماكن أخرى خارج مصر منها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

* فى رأيك.. هل تستطيع مصر أن تنفذ مشروعها النووى بجدية، إذا قررت ذلك؟

- طبعًا تستطيع ولكنها فى حاجة إلى شركات كبيرة تقوم بالتصميم والتنفيذ، ولكن يجب أن تشارك الكوادر المصرية معهم مثلما فعلت كوريا الشمالية التى بدأت بشركات أمريكية ثم انتهت إلى تصميم وإنشاء مفاعلات بنفسها.

* ألا يمثل هذا نقطة ضعف فى المشروع؟

- المهم أن نبدأ حتى لو بمساعدة أجنبية، لأننا دولة نامية نحتاج إلى من يملك كفاءة التصنيع وجودته ونتمنى ألا يكون المشروع «تسليم مفتاح»، لأن هذا يعنى أننا لا نستطيع فعل شىء، لكن يجب أن نشارك بكوادر وصناعات مصرية تستطيع تصنيع أجزاء من المحطة.

* ما تقييمك لشركة «بكتل» مقارنة بـ الشركات الأخرى التى تقدمت للعطاء؟

- لنكن واقعيين، هى بلا شك شركة كبيرة جداً ولها مشاريع كثيرة فى مصر ولكن البعض يتخوف من كونها شركة أمريكية، مما قد يؤدى إلى وجود تأثير سياسى عليها، وأرجو ألا يحدث، فلقد وجدت عدداً كبيراً من المسؤولين المصريين بعضهم متشائم والبعض متفائل، خاصة بعد الهجوم الشديد من الصحف على المشروع، فلننتظر ونر.

* إلى أى مدى يمكن اعتبار موقع الضبعة المكان المناسب لإقامة المحطة النووية الأولى؟

- إلى مدى كبير فالمواصفات الأساسية متوافرة فى هذا الموقع الذى «قتل بحثاً» فعمره أكثر من ٢٠ سنة، لكن الخوف أن يطول أمد دراسة المواقع الجديدة.

* وما المواقع الأخرى المناسبة فى مصر؟

- كان موقع سيدى كرير ممتازاً جداً، خاصة لقربه من مناطق استهلاك الكهرباء بنسبة عالية مما يوفر فى تكلفة مد الكابلات، وعلى الرغم من الكثافة السكانية المرتفعة فى الإسكندرية الآن إلا أن خبرتى تؤكد أن هناك محطات فى أوروبا قريبة من المدن أو داخلها أحياناً.

* ما مدى الاهتمام باستخدام الطاقة النووية فى المنطقة العربية؟

- هناك اهتمام بالفعل فى الدول العربية أكثر من مصر مثل الإمارات التى لم يكن أحد يتوقع دخولها المجال النووى وبدأت برنامجاً قوياً وأنشأت شركات استشارية وكونت كوادر ووقعت اتفاقيات مع فرنسا، وهناك المغرب والجزائر وأخيراً سوريا التى طلبت مساعدة الوكالة الدولية.

* يلوم المراقبون الدوليون على الوكالة موقفها الضعيف من الملف النووى الإسرائيلى.. ما تعليقك؟

- التعامل مع إسرائيل كـ«وضع خاص» ينتقص من الوكالة ومن حق الجميع أن يقول ذلك، ولكن لا أحد يطلب من الوكالة ما يتجاوز دورها، فهى ليس لديها قوة عسكرية تجبر بها أحداً على الإذعان لقراراتها فنحن ننفذ تعليمات مجلس الأمن.

* إذن فالوكالة محدودة القدرات؟

- نعم.. فى المجال الخاص بالتفتيش قدراتها محدودة.

* أحالت الوكالة ملف إيران لمجلس الأمن ولكنها لم تفعل ذلك مع إسرائيل ما أسباب ذلك؟

- من يقوم بهذا هو مجلس محافظى الوكالة وليست الوكالة نفسها، فهو الذى اتخذ قرار تحويل إيران إلى مجلس الأمن، أما بالنسبة لإسرائيل فكان رد المجلس أن إسرائيل لم ترتكب أى مخالفة، لأنها لم توقع على اتفاقية حظر الانتشار النووى.

* هل هذا يؤكده ما يقال عن أن دور الوكالة «أعرج»؟

- لا تعط الوكالة سلطة أكبر من حجمها فهى لها دور مفيد فى مجال أمان المفاعلات والدعم الفنى، أما الجزء الخاص بالتفتيش فنحن محدودو القدرات.

* وهل تخضع المفاعلات الإسرائيلية للتفتيش؟

- هناك مفاعلان فى إسرائيل «نحال سوريك» و«ديمونة»، الأول مفاعل أبحاث صغير ونقوم بالتفتيش عليه بالفعل، أما الأزمة فهى فى ديمونة فالجميع يعرف أنه قادر على إنتاج البلوتنيوم والقنابل النووية وإذا أنتجوا شيئاً فسيكون بداخله.

* نشرت صور فضائية لديمونة تؤكد وجود أنشطة نووية بداخله، فلماذا لم تتحرك الوكالة؟

- فى وقت سابق كانت هناك محاولات لزيارة المنشآت النووية الإسرائيلية لتحقيق الشفافية ولكنه لم يحدث.

* الضغوط الدولية على الوكالة بخصوص الملف السورى كانت كبيرة جداً.. ما أسباب ذلك؟

- الموقف كان غريباً جداً، فإسرائيل ادعت أن هناك مبنى فى الصحراء السورية مخصص لإنتاج أسلحة نووية وضربته ولم يعلن عن ذلك إلا بعد فترة طويلة، وقالت سوريا وقتها إنه موقع عسكرى مهجور، وفى أبريل الماضى قدمت المخابرات الأمريكية تقريراً للكونجرس يؤكد أن هذا المبنى يحتوى على مفاعل نووى شبيه بمفاعل كوريا الشمالية من النوع «الغازى جرافيتى» وانتقدت الوكالة بشدة ضرب هذا المبنى، خاصة أنه لم يتم إبلاغها إلا بعد شهور من ضربه وقيام سوريا بإعادة بنائه. التقرير الأمريكى قال إنه لا يوجد يورانيوم فى المنطقة.

وتضاربت وجهات النظر داخل الوكالة حول الموضوع حتى صدر تقريرها الذى أكد وجود يورانيوم، لكنى لا أريد التعليق على تقرير الوكالة نظراً لحساسية الموضوع.

* هل يعنى هذا وجود خلافات داخل الوكالة الدولية؟

- فى هذه النقطة تحديداً «لا تعليق» ومن يرد أن يعرف فعليه أن يقارن بين تقرير الوكالة المنشور والتقرير الأمريكى.

* أمريكا تضغط على الوكالة لمنع تقديم المساعدات الفنية التى طلبتها سوريا، ما تعليقك؟

- أمريكا ترى أن سوريا متهمة لذلك لا يجب أن تحصل على مساعدة الوكالة بخصوص المحطتين التى طلبت سوريا إنشاءهما، وكان رأى سكرتارية الوكالة والدكتور محمد البرادعى لا يتفق مع الرأى الأمريكى لأن الوكالة لم تتهم سوريا بشىء، وطلبت مهلة لإنهاء الموضوع وإجراء عدة زيارات تفتيشية للمواقع السورية، وفى النهاية اضطرت أمريكا للموافقة بشرط أن تقدم الوكالة تقريراً لمجلس المحافظين حول النشاط النووى السورى كل ٣ شهور.

* مسألة تسريب المعلومات عن عمليات التفتيش على إيران وسوريا تشغل اهتمام الرأى العام، فهل كان التسريب من الوكالة؟

- الكلام الرسمى قال «مصدر قريب من الوكالة» ومن المؤكد أن هناك تسريبا حدث ولكن لا أتهم أحداً.

*إلى أى مدى يمس ذلك مصداقية الوكالة؟

- الوكالة قامت بدور مهم على مدى سنوات طويلة فى مجالات أخرى ليست سياسية، ولكن التفتيش يحمل بعض الحساسيات، وإلى حد كبير حاولت الوكالة مقاومة الضغوط خاصة فى العراق.

* هناك شكوك كثيرة حول دور الوكالة فى التفتيش.. كيف ترد عليها؟

- سؤال تصعب الإجابة عنه، ولكن نحن نحاول أن نكون حياديين بقدر المستطاع.

* تحدثت من قبل عن الشبكات النووية السرية فى العالم.. فماذا كنت تقصد؟

- هناك شبكات سرية تورد معدات نووية وساعدت ليبيا من قبل فى تجميع معدات التخصيب وأعضاء هذه الشبكات هدفهم الأساسى جمع المال عن طريق مساعدة دول تريد الحصول على سلاح أو تكنولوجيا نووية، والعالم الباكستانى عبدالقدير خان أحد أبرز أعضاء هذه الشبكات وهناك شبهات حول تورط بعض الجهات الأمنية.

* هل لمصر فرصة فى الانسحاب من اتفاقية منع الانتشار النووى؟

- أى دولة تستطيع ذلك خلال ٣ شهور بشرط أن يكون أمنها القومى معرضاً لخطر جسيم ولكن الانسحاب سيسبب لمصر ضرراً بالغاً إذا كانت تريد الدخول فى المجال النووى.

* وكيف يمكن أن تواجه الخطر النووى الإسرائيلى؟

- أن تتضمن اتفاقيات السلام مع إسرائيل شرط توقيعها على الاتفاقية.

* هل هناك دولة عربية لديها إمكانيات للدخول فى سباق التسلح النووى؟

- يصعب ذلك فى ظل الاتفاقية، خاصة بعد ضرب العراق بقوة وليبيا «جت سليمة»، وسوريا فى تقديرى الشخصى لا تملك شيئاً
http://www.akhbaralaalam.net/news_detail.php?id=18969

الأربعاء، 24 مارس 2010

باحثة تكشف: أمريكا وراء تنامى دور إيران الإقليمى


أكدت رانيا مكرم باحثه فى الشئون الايرانية، أن السياسة الأمريكية الخاطئة مهدت الطريق لإيران لتحقيق هدفها الرئيسى فى لعب دور اقليمى متفرد، خاصة بعد سقوط نظامى طالبان والنظام العراقى السابق والذى لم يعد هناك بعد سقوطه تهدد عسكرى لإيران، بالإضافة إلى صعود الجماعات الشيعية فى غالبية الدول العربى التى يقطنها شيعة على رأسها لبنان على 3 مراحل وهى انتصار حزب الله على إسرائيل عام 2006 وتحقيقه لمكاسب داخلية ربيع 2008 ومعارضة إيران الإعلامية للهجوم الإسرائيلى على غزة ودعمها لحماس المادى واللوجستى فى هذه الحرب.

وأضافت خلال الجلسة الثانية من مؤتمر (مستقبل الدور الإقليمى الإيرانى فى ضوء التحديات الداخلية والخارجية) والذى نظمه المركز الدولى للدراسات المستقبلية والاستراتيجية صباح اليوم، أن دور إيران الإقليمى يخضع لعاملين أساسين، أولهما المتغيرات الإقليمية والتى شملتها بروز مشكلات مذهبية وتصادعد التدخلات فى سياستها الداخلية، والتى جاءت متزامنة مع تفاقم أزمات داخلية مع العديد من دول الجوار كالعراق ولبنان وفلسطين، بالإضافة إلى تفكك التحالف العربى الرئيسى خلال التسعينات (المصرى – السورى - السعودى) بخروج سوريا، كذلك فشل الولايات المتحدة فى تحقيق مشروع الشرق الأوسط المستقر، والثانى المقومات الإيرانية كقوتها الديموغرافية والعسكرية والاقتصادية والتكنولوجية، بالإضافة إلى اللعب على المشاعر الإسلامية بورقة نظام الثورة الإسلامية.

وأشارت إلى أن إيران تسعى لبناء تحالفات مع دول وحركات تختلف معها فى النظام السياسى كسوريا وحماس، كذلك نشر المذهب الشيعى الأثنى عشرى فى عدد من البلدان العربية عن طريق مؤسساتها الخيرية، مشيرة إلى أن إيران دعمت الجماعات الشيعية فى العراق كورقة ضغط ضد أمريكا، وقدمت مساعدات إلى حركة حماس حوالى 100 مليون دولار.

واستبعد د.مدحت أحمد حماد أستاذ مساعد للدراسات الإيرانية بجامعة طنطا سقوط نظام الجمهورية الإسلامية فى إيران بسبب المعارضة التى برزت مؤخراً بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بل على العكس توجد عدة مؤشرات على استقرار هذه النظام كعدم اضطراب علاقاتها الخارجية سواء مع الدول الأوروبية كألمانيا وفرنسا وبريطانيا، أو مع عدد من الدول العربية كالمغرب ومصر، بل إنه من المتوقع حدوث شراكة نووية إيرانية مع القوى الكبرى.

وأكد محمد عباس ناجى باحث بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، أن المعارضة الداخلية الإيرانية هى جزء من النظام الإيرانى، مما يعنى عدم تأثير تلك الأزمة الداخلية على البرنامج النووى الإيرانى، مشيراً إلى أنه إذا وصلت إيران على اتفاق مع الدول الكبرى حول برنامجها النووى سيؤثر هذا بالسلب على المصالح العربية.
http://www.youm7.com//News.asp?NewsID=205101

الثلاثاء، 23 مارس 2010

اعتصام طلاب"الزقازيق"احتجاجاً على اعتقال زملائهم


نظم اليوم، الثلاثاء، طلاب جامعة الزقازيق المنتمون لجماعة الإخوان المسلمين، اعتصاماً أمام مبنى رئاسة الجامعة، احتجاجاً على اعتقال ثلاث طلاب منهم من طلاب كلية الهندسة، حيث حمل الطلاب لافتات تنديد بالاعتقالات منها، "عسكر عسكر عسكر ليه إحنا سرقنا ولا إيه"، وردد الطلاب هتافات التى منها "أول مطلب للطلاب أمن الدولة بره الباب"، "يا رئيس الجامعة فينك فينك أخدوا ولادك قدام عينك".

وقال محمد كريم المتحدث باسم طلاب إخوان جامعة الزقازيق، إن الأمن قام صباح اليوم بتفتيش الطلاب على بوابات الجامعة، حيث قام باعتقال ثلاثة طلاب، هم الطالب إبراهيم على فرج بالفرقة الثالثة كهرباء والطالب محمد سمير على شافعى الطالب بالفرقة الثانية مدنى والطالب محمد نصر أحمد نصر الطالب بالفرقة الثالثة.

وأكد الطلاب المعتصمون، والذين كانوا بالمئات أنهم سيظلون معتصمين حتى يتم الإفراج عن الطلاب الثلاثة حتى لا يضيع مستقبلهم، حيث تستعد كلية الهندسة لامتحانات أعمال السنة بداية من الأسبوع القادم، وهذا الاعتقال سوف يضيع عليهم الامتحانات.

وفى سياق متصل نظم أيضاً طلاب جامعة الأزهر بالزقازيق، اعتصاماً أمام مكتب عميد كلية الشريعة والقانون، احتجاجاً على اعتقال 5 طلاب بالفرقة الأولى هم "عبد السلام كمال المالح الفرقة الثانية شريعة وقانون وعبد الباسط محمد دياب وإسلام محمد جمال وأحمد صلاح مرسى وحنفى الغندورى.

أكد الطلاب المعتصمون، أنه تم اعتقال زملائهم على إثر مستلزمات معرض للأقصى ويتم توريدها أموالها دعماً إلى المسجد الأقصى، وقال الطلاب إنهم فوجئوا الساعة الثالثة فجراً من أمس، بقوات من الشرطة تداهم منازل الطلبة زملائهم بعد انتهاء المعرض مدعمة بقوات من الأمن المركزى والاستيلاء على منتجات المعرض والتى هى عبارة عن مجموعة من الكتب والشالات الفلسطينية وأيضا أثناء حملة الاعتقال قامت قوات الأمن بضبط هواتف الطلاب ومبلغ 2000 جنيه قيمة مبيعات المعرض.
http://www.youm7.com//News.asp?NewsID=204691
http://www.facebook.com/group.php?v=app_2373072738&ref=mf&gid=306988891217#!/topic.php?uid=306988891217&topic=16036

«الفقر» فى مصر يفجر خلافاً بين «الملط» والحكومة


رفض المستشار جودت الملط، رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، تشكيك بعض الوزراء فى بيانات الجهاز المتعلقة بالأداء الحكومى. وقال أمام مجلس الشعب، أمس، إن تقريره الذى عرضه أمام المجلس حول الحساب الختامى للدولة عن السنة المالية ٢٠٠٨/ ٢٠٠٩ استند إلى وثائق ومستندات صادرة عن عدة جهات من بينها صندوق النقد والبنك الدوليان.

ولفت إلى أنه لا يمانع فى التشكيك فى بيانات هذه الجهات، خاصة صندوق النقد الدولى، رغم أن هذا قد يغضب الدكتور يوسف بطرس غالى، وزير المالية، الذى يشغل منصب رئيس اللجنة المالية فى الصندوق.

وأضاف «الملط»: «أنا جايب الشيلة كلها ومستعد للرد بالمستندات»، جاءت كلمات رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات تعليقاً على كلام الدكتور عثمان محمد عثمان، وزير التنمية الاقتصادية، الذى شكك فى بيانات «الجهاز» حول ارتفاع معدلات الفقر فى مصر.

كان عثمان أوضح أن نسبة الفقر تراجعت فى الريف من ٣١٪ إلى ٢٦٪، وفى المدن من ١٣٪ إلى ٨.٦٪، نافياً ما يتردد عن استحواذ طبقة معينة على عوائد النمو الاقتصادى.

وقال المستشار جودت الملط إنه عندما تحدث عن نسبة الفقر فى مصر استند إلى تقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة عام ٢٠٠٩، الذى حصل عليه ملخصاً من الدكتورة فايزة أبوالنجا، وزيرة الدولة للتعاون الدولى. ولفت إلى أن ما جاء بالتقرير عن مصر يتضمن أنها كغيرها من الدول النامية لم تترجم ارتفاع أدائها الاقتصادى إلى تحسن فى مستوى المعيشة أو خفض نسبة الفقر.

وشكك «الملط» فى دقة أرقام الحكومة، كما جاءت على لسان وزير التنمية الاقتصادية، وقال إن نسبة الفقر فى الريف، خاصة فى محافظات الصعيد تصل إلى ٤٠٪، وفى المدن إلى ١٨٪. وأعرب عن أسفه من وقوع بعض الصحف فى خطأ القول بأن نسبة الفقر تصل إلى ٧٧٪، وقال: «الحقيقة هى أن الريف يضم ٧٧٪ من فقراء مصر».

http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=248315

الأربعاء، 17 مارس 2010

البرادعى والإخوان ووجوه أخرى مزعجة

هى ليست المرة الأولى التى تتفضل الإدارة المصرية الموقرة، نتيجة عجزها وارتباكها وقلة حيلتها، من خلق زعماء جدد للسياسة والشارع فى مصر، وأتمنى أن ألتقى يوما بهذا العبقرى الذى قرر يوما ما أن تقود الصحف الحكومية تلك الحرب الغبية على البرادعى، فهذا العبقرى بقرار واحد انتقص كثيرا من قيمة الإدارة المصرية وأعطى ما أخذه منها للبرادعى ليصبح فجأة رجلا فى مواجهة إدارة بأسرها، يساويها فى القيمة ويعادلها فى القوة ويصلح بديلا طبيعيا لها.

أتمنى أيضا لقاء العبقرى الآخر الذى قرر أن تنشغل الدولة كلها بمؤسساتها الأمنية والإعلامية برفض خروج المصريين إلى مطار القاهرة لاستقبال البرادعى داخلا إلى مصر، وهو رجل حاد الذكاء أحال وصول البرادعى للقاهرة من مشهد طبيعى وعادى لن يلتفت إليه الكثيرون إلى مشهد استثنائى وفاصل وهو ما يعنى أننا أصبحنا أمام إدارة مصرية تجيد ارتكاب الأخطاء والخطايا، وتحترف صنع الخصوم والأعداء والزعماء، وأكاد أجزم أن هذه الإدارة ليس فيها من استوقفه هذا الاهتمام الشعبى بالبرادعى وما يعنيه كل هذا الاهتمام وهذه الحفاوة، فقد عاشت هذه الإدارة سنين طويلة، وهى تتخيل أنه لا خصم لها إلا الإخوان المسلمين، هم العدو الحقيقى الذى يستحق أن تحشد له الإدارة كل أسلحتها من أمن للدولة إلى إعلامها وجميع إمكاناتها.


وكانت الإدارة المصرية مضطرة للاستسلام لهذا التصور، فليست هناك انتخابات عادلة تقام إلا ويفوز بها الإخوان، وليس هناك أى أحد يتبع هذه الإدارة قادر على مواجهة أى وجه يرفع راية الإخوان مهما كانت الفوارق الشخصية بين الاثنين، وفجأة، يجىء محمد البرادعى، وحين قررت الإدارة المصرية دون أن تقصد أن تحيله من عالم راق وقدير لكن لا أحد فى الشارع يعرفه، إلى زعيم سياسى ورئيس محتمل لمصر، التف كثيرون جدا حول البرادعى، رفعوا لافتات تحمل اسمه وصورته، منحوه ثقتهم واختيارهم وقرارهم، فماذا يعنى كل ذلك؟

يعنى ببساطة أن كل ما جرى فى الماضى بكل حروبه وصداماته، لم يكن انتصارا حقيقيا للإخوان بقدر ما كان هزائم حقيقية متتالية للإدارة المصرية، يعنى أن الناس باتت ترفض الإدارة ووجوهها، وهذه هى الحقيقة الوحيدة المؤكدة، ولهذا فالناس على استعداد للتعاطف مع أى أحد يقرر الوقوف ضد هذه الإدارة، ولأنه فى أوقات كثيرة لم يجد الناس من يقوم بهذا الدور إلا الإخوان، فقد كانوا يمنحون الإخوان اختيارهم وأصواتهم مهما كان نوع الانتخابات ومكانها وطبيعتها، وحين يظهر فى الأفق رجال مثل البرادعى، ينالون نفس ما سبق أن ناله الإخوان من تأييد ومبايعة.

المسألة إذن ليست «إخوان» وليست قدرات خرافية يملكها الإخوان ولا يملكها غيرهم، إنما هى إدارة مصرية لا تزال تطرح للناس وجوها يرفضونها، لا تزال تبنى فى كل يوم سورا جديدا بينها وبين الناس، إدارة لا تزال تتخيل أن ساحة المعركة هى صحف الحكومة فى مواجهة صحف خاصة، برامج توك شو خاصة فى مواجهة إعلام حكومى.

بينما الحقيقة تبقى أن الساحة الحقيقية للصراع هى الشارع الفقير الذى لا يقرأ الصحف ولا يشاهد برامج التوك شو، فالصراع على رغيف العيش وأنبوبة البوتاجاز ومقعد فى الميكروباص وأى وظيفة مهما كان شكلها وعلاج مجانى لأوجاع لم تعد محتملة، لم يعد صراعا يسمح لكثيرين بالانشغال بتحقيقات الصحف وكتاباتها أو صراعات الشاشات وقضاياها.
http://www.youm7.com//News.asp?NewsID=193689

الأحد، 14 مارس 2010

الحرب المقدسة للاستيلاء علي قبر المسيح


عندما يصدر بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي قراره المتوقع بضم كنيسة القيامة إلي التراث اليهودي، تكتمل جريمة بدأت منذ أكثر من ألفي عام قام فيها اليهود ـ حسب الديانة المسيحية ـ بصلب المسيح، كما حاولوا وضع حد لرسالته والآن يحاول اليهود الاستيلاء علي قبره وعلي الكنيسة التي تم بناؤها علي المكان الذي شهد قيامته بين الأموات، وسيضع القرار وجيه يعقوب نسيبة وهو فلسطيني مسلم في مأزق شديد، فوجيه يحمل بكل فخر مفاتيح الكنيسة ويقوم كل يوم منذ ثلاثين عاماً تقريباً بفتح وإغلاق باب كنيسة القيامة كتراث عائلي تفتخر به العائلة منذ ما يقرب من ألف سنة، حين منح صلاح الدين الأيوبي المفتاح لعائلة مسلمة حين لاحظ المشاحنات التي تحدث بين الطوائف المسيحية بسبب الخلاف علي من أحق بحمل المفاتيح. وحتي الآن يقوم وجيه يعقوب بفتح باب الكنيسة أمام الطوائف المسيحية كل حسب أعياده الخاصة.

ويمكن لكذبة اسرائيل أن تنتصر بقليل من الوهم وبعض الدعم، والكذبة هي ادعاء اسرائيل أن كنيسة القيامة جزء من التراث الإسرائيلي، ضاربة عرض الحائط باعتراضات المسيحيين علي مستوي العالم حول هذا القرار الذي يمكن أن تساهم قدرة اسرائيل في تنفيذه علي أرض الواقع لتجعل من نفسها حارسة علي التراث الديني للديانات السماوية الثلاث.

كان جنود الاحتلال الإسرائيلي يتعمدون أثناء مداهماتهم كنيسة القيامة بحثاً عن مقاتلين فلسطينيين، الاعتداء علي كنيسة القيامة وتلويث القبر الذي يقول المسيحيون إنه قبر المسيح وسط وابل من الشتائم للمسيح ولأتباعه.

تم بناء كنيسة القيامة فوق الصخرة التي تم صلب المسيح عليها. كما تحتوي علي المكان الذي تم دفن المسيح فيه والمعروف بـ"القبر المقدس". وقد أطلق المسيحيون عليها اسم كنيسة القيامة - توجد داخل أسوار مدينة القدس القديمة - بسبب اعتقادهم أن موقعها كان المكان الذي شهد قيامة المسيح من الموت عقب صلبه.

وقد كان موقع صلب المسيح وقبره يلقي تقديساً وتكريماً من قبل المسيحيين المقيمين في القدس، ثم تعرضت المدينة لكارثة حين أجلي الإمبراطور الروماني أدريانوس سكان المدينة من اليهود والمسيحيين والسامريين عقب ثورة اليهود سنة 135، ودمر أماكن العبادة، لكن خبرة السكان القدامي احتفظت بالأماكن التي عادوا إليها عقب هدوء الغضب الروماني.

بعد أن بني أدريانوس فوق قبر المسيح معبداً للآلهة الوثنية في محاولة منه للقضاء علي فكرة نزول المسيح، وبقي مكان قبر المسيح مدفوناً في ذاكرة أتباعه، حتي زمن الإمبراطور قسطنطين الكبير الذي تلقبه الكنيسة بالبار لأنه أول امبراطور روماني يعتنق المسيحية ويضع حداً لاضطهاد الرمان للمسيحيين.
http://www.elfagr.org/NewsDetails.aspx?nwsId=16374&secid=3734

الأربعاء، 10 مارس 2010

طارق رسلان...المليونير الغامض الذي يحكم قنا


طلب من أمن الدولة أن يحضر لهم الكموني بنفسه ...لكن الجاهز خاف أن يأتي الكموني جثة هامدة.

يمتلك معارض سلع ومزارع سمكية ولنشات وأراضي شاسعة ..ولا يتحرك إلا وهو يرتدي قميصًا واقيًا من الرصاص ووسط حراسات مشددة من رجاله

ليس سهلاً أن ترسم صورة متكاملة لطارق رسلان، الرجل الذي طفا اسمه بقوة علي سطح الحياة السياسية بعد مذبحة نجع حمادي.

فمن حوله تدور اتهامات يتبناها الأقباط، بأنه يحمي حمام الكموني مرتكب المذبحة، فقد كان رجلاً من رجاله، تحديدا بعد قتل نوفل سعد ربيع سفاح قنا، فقد أحاط نفسه بعدد كبير من الرجال الذين يحمونه من ناحية، ويحققون له كل ما يريده خاصة أن أعماله تشعبت إلي درجة أسطورية من ناحية أخري.

من المنطقي أن يتبني الأقباط هذا الاتهام لطارق، الذين يصلون إلي أن الكموني كان مختبئا في فيللته قبل القبض عليه، في إيحاء مكشوف بأنه هو الذي كان يحميه، وهو الاتهام الذي سقط سريعا أمام ما قاله شهود العيان بأن الكموني قبض عليه خارج فيللا رسلان، بل إنه كان من ساعد رجال الداخلية في القبض عليه.

هذه الوساطة هي التي جعلت هناك اعتقادا راسخا بأن الكموني هو من يسيطر علي الكموني، فهو الذي جاء به، لكن ربما لم ينتبه هؤلاء إلي أن الكموني وفي هذه الحالة تحديدا لم يكن أمامه إلا أن يضحي بواحد من رجاله، لأن الخطأ الذي ارتكبه لم يكن من الممكن تجاوزه، فقد وضع نفسه في وجه المدفع، ولم يكن طارق مستعدا لأن يورط نفسه، فهو يمكن أن يأتي بألف كموني آخر، لكنه لا يمكن أن يصمد أمام اتهام أنه يحمي من قتل الأقباط ليلة العيد.

لكن ما الذي وضع طارق رسلان أمام فوهة النار، إن جزيرة طارق رسلان في النيل لا يستطيع أحد أن يقترب منها دون إذنه أو دون أن يحصل علي كلمة الأمان منه، وإلا فإنه يمكن أن يقتل علي الفور، ولذلك لم يدخل الكموني جزيرة طارق، بل اكتفي في الهروب في منطقة زراعات قصب اسمها الوقف، ولأن الجهاز الأمني يعرف جيدا أن الكموني أحد رجال طارق فقد وضعوا علي عاتقه مسئولية أن يأتيهم به.

معلومات مؤكدة أشارت إلي أن موقف طارق كان ضعيفًا هذه المرة، لقد كان يتعامل مع رجال الأمن في قنا ببساطة، لكن هذه المرة كان التعامل مختلفا، لم يسمحوا له أن يدخل إلي جهاز أمن الدولة بسلاحه وتليفونه المحمول، كما كان يفعل في كل مرة، وكانت هذه إشارة إلي أن الأمر خطير جدا، ولذلك قال لهم طارق: أنا ممكن أدخل زراعات القصب وأجيب الكموني دون مساعدة من أحد، لكن اقتراحه لاقي رفضًا تامًا، ولم يكن هناك تفسير لذلك إلا أن رجال أمن الدولة خافوا أن يقوم طارق بقتل الكموني حتي يتخلص منه ومن أسرار الجريمة التي قام بها.

قوة طارق رسلان الحقيقية تأتيه من تاريخه القديم كرجل شرطة سابق، ومن ثروته الطائلة التي كونها خلال السنوات الماضية، وكذلك من مصاهرته لمسئولين كبار في وزارة الداخلية، يمتلك طارق في قنا مزارع سمكية ولنشات وجناين موز وأراضي في الغردقة، ولم يكن هذا غريبا فقد قضي سنوات من خدمته الرسمية في منصبه الأمني بالغردقة، ولا يسير رسلان خطوة واحدة إلا وهو محاط بعدد كبير من الرجال المسلحين، والشاهد أن كل السلاح الذي يحمله رجال طارق مستورد ولا توجد قطعة واحدة فيه محلية.

الغريب أنه ورغم هذه الحراسة الشديدة التي لا تفارقه ولو للحظة واحدة، فإن طارق رسلان اعتاد علي أن يلبس قميصا واقيًا من الرصاص، ويسأل طارق وحده في ذلك، فهو الذي يعرف أصدقاءه من خصومه، وهو الذي يعرف تحديدا من أين يأتيه الخطر.

تزوج طارق رسلان مرتين ولديه ولدان وبنت، الزوجة الأولي تعرضت لحادث بشع، والزوجة الثانية ابنة لأحد المسئولين الكبار في وزارة الداخلية، وعندما تصاعدت الأحداث في نجع حمادي بعد مذبحة الأقباط، وتم الزج باسم طارق فيها، نزل المسئول الأمني الكبير إلي قنا، وظل بجوار طارق حتي اطمأن إلي سلامة موقفه.

ويعرف أهالي قنا جيدا الذراع اليمني لطارق رسلان وهو سيد أبو النصر، أمين شرطة مستقيل، ويبدو أن طارق كان يعرفه من أيام الخدمة، وقد استقال أبو النصر من الخدمة لأن طارق رسلان بعد أن قرر أن يخوض انتخابات مجلس الشعب القادمة أصدر أوامره لكل من يعمل معه أن يستقيلوا من عملهم الحكومي ويظلوا رجالته فقط

إن طارق رسلان رجل مثير للجدل، علاقاته متشعبة لدرجة مخيفة، وأهم هذه العلاقات وأخطرها كانت مع ناصر قنديل شقيق فتحي قنديل نائب نجع حمادي، والذي اتهمته مواطنة مسلمة بأن رجاله اعتدوا عليها وطعنوها في شرفها من خلال اختلاق علاقة مع مواطن مسيحي، إلا أن حقيقة ما جري كما يقول شهود الواقعة أن ما حدث كان وراءه ناصر شقيق النائب الذي يريد أن يخوض الانتخابات بديلا من أخيه، وأنه أراد أن يخلق أزمة بين الكنيسة وبين شقيقه حتي تتخلي الكنيسة عنه، لكن يبدو أن السحر انقلب علي الساحر.

ناصر قنديل مؤهل متوسط، وهو متحالف مع الغول، رغم أن ناصر وشقيقه فتحي من الهوارة والغول من العرب، لكن يبدو أن السياسة تجب كل ما قبلها وما بعدها، إلا أن ناصر تحالف مع الغول نكاية في شقيقه، الذي حاول أن يحرجه أكثر من مرة بتفجير صراعات طائفية في دائرته، وكأنه يريد بذلك أن يحرقه تماما أمام الرأي العام وأمام الحزب الوطني.

ظل طارق رسلان بعيدا عن ناصر قنديل، فرغم أنهما ينتميان في النهاية إلي الهوارة، فمع هذا لم تكن بينهما أي روابط من أي نوع، لكن ما حدث بينهما بعد حادث فتاة فرشوط التي اتهم الشاب المسيحي جرجس بارومي باغتصابها كان غريبا، فقد شوهد طارق وهو يجتمع مع ناصر كثيرا في عمارة مملوكة لطارق في شارع توفيق الحكيم بنجع حمادي، والغريب أن هذه الاجتماعات كان يحضرها حمام الكموني، ووجه الغرابة أن اجتماع رجلين في حجم وثروة ونفوذ طارق وناصر لماذا يحضره رجل مثل الكموني.

إن هناك مغالاة في رصد ووصف كل صغيرة وكبيرة يقوم بها طارق رسلان الآن، بل إن هناك إشارات كثيرة إلي نفوذ طارق، ومنها حضوره حفل الغداء الذي أقامه الشيخ أبو الوفا للسفير الأمريكي السابق، وحضره كل الوجهاء والنواب، وكان صاحب الدعوة في الأساس هو ابن الشيخ أبو الوفا رئيس إحدي جمعيات رجال الأعمال المصرية الأمريكية.

ورغم أن هذه الدعوة التي استجاب لها طارق رسلان عادية ولا مشكلة فيها من أي ناحية، إلا أن هناك من يري أنه بذلك يستند إلي علاقات خارجية في تأكيد نفوذه الذي استطاع أن يبسطه علي قنا كلها في فترة وجيزة.

إن طارق رسلان حتي الآن شخصية أسطورية، ومنذ قرر أن يخوض انتخابات مجلس الشعب المقبلة وحياته تحولت، إن هناك تفسيرا هزليا جدا لما عليه رسلان الآن، وهو أنه استضاف أسرة مسلسل "حدائق الشيطان" الذي كان يلعب بطولته جمال سليمان، وأن مشاهد المسلسل تم تصويرها بالكامل في فيللته التي تتوسط جزيرته بالنيل، وليس عليك إلا أن تستعيد مشاهد حدائق الشيطان لتعرف أين يعيش طارق رسلان.

بعد أن تم التصوير بالكامل في فيللته وعرض المسلسل، تقمص طارق شخصية جمال سليمان في المسلسل، الرجل القوي الذي يحكم قنا كلها، ولا يجرؤ أحد علي أن يتعرض له من قريب أو بعيد، أصبحت الحراسة لا تفارقه، وأصبح هو شخصيًا يحيط نفسه بأكبر عدد من الحراس، الذين لهم سمات شخصية وجسمانية معينة.

وفي تحقيقات النيابة في حادثة نجع حمادي اعترف حمام الكموني أن طارق رسلان اتفق معه علي أن يكون من رجاله المقربين، بل أن يكون حارسه الشخصي الذي لا يفارقه، ومن خلال هذه العلاقة تم تكليف الكموني بحماية مصالح طارق رسلان ومنها حماية معرض الجزيرة وهو معرض كبير جدا في نجع حمادي، كان الكموني يقوم بتحصيل الإيجارات وفك الاشتباك بين المستأجرين فيه.

بالطبع لم يجعل طارق رسلان من حمام الكموني رجله وذراعه اليمني من أجل هذه الأعمال التجارية فقط، ولكن من أجل الانتخابات القادمة، وهي الانتخابات التي يتوقع الجميع أن تكون صعبة، خاصة بعد الأحداث الطائفية الأخيرة.

إلا أن ما يجب علينا تصحيحه أن طارق رسلان لا ينافس عبد الرحيم الغول، ولا يفكر الحزب الوطني في أن يستبدل الغول بطارق رسلان، لسبب بسيط أن طارق سيرشح نفسه في دائرة "الرئاسية"، وهي دائرة أخري غير دائرة عبدالرحيم الغول.

إنني أمام شخصية غامضة للغاية، كم الأكاذيب التي تحيط بها أكثر من الحقائق، وقد يكون طارق رسلان نفسه سببًا في هذا الغموض، أعرف أن من في مكان ومساحة طارق رسلان يريد أن يبتعد عن نار الإعلام، لأنه يعرف أنه كلما اقترب منها فلابد أن يحترق بها، إلا أنه وجد نفسه وجها لوجه أمام العدسات ولا مفر بعد أن تم الزج باسمه بين سطور جريمة حمام الكموني.

حتي الآن لم يصرح طارق رسلان بشيء، لم يقل شيئا عن علاقته بالكموني، وهو الخطأ الذي يقع فيه حتي الآن رجل الأعمال وعميد الشرطة السابق، الذي تطارده الشائعات حول خروجه من الخدمة وحول ثروته الهائلة وحول أعماله الحالية، إن صمته سيزيد موجات الكلام من حوله، وهو كلام لن يكون صحيحًا كله، ولن يكون كاذبًا كله.
http://www.elfagr.org/NewsDetails.aspx?nwsId=16366&secid=3724